يعكــس اتفــاق الأمم المتحــدة الجديــد ‘مــن أجــل المستقبــل’ رؤيــة كمــال الغريبــي للصالــح العــام والحاجــة لضمـــان الوصول العـــادل للرعايــة الصحيــة
في نهاية الأسبــوع، خطت الأمم المتحدة خطوة مهمة نحو معالجة التحديات الملحة المتمثلة في عدم المساواة العالمية وتغير المناخ من خلال توقيع “اتفاقيــة مــن أجــل المستقبــل” خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة في نيويورك. يهدف هذا الاتفاق التاريخي إلى خلق عالم أكثر استدامة وعدالة عبر معالجة قضايا الرعاية الصحية والتعليم والاستقرار الاقتصادي وحماية البيئة.
وبدعم من العديد من القادة العالميين، يتم الترويج لهذه الاتفاقية كخريطة طريق لضمان مستقبل أفضل للجميع. من بين الأشخاص الذين دفعوا نحو المبادئ الأساسية في هذه الاتفاقيــة، يبــرز رجل الأعمال ورائــد العمل الخيـري كمــال الغريبــي، الذي تبدأ رؤيته لـ ”الصالح العام” من خلال الوصول المتكافئ للرعاية الصحية، وهو هدف يتوافق تمامًا مع الاتفاقية الجديدة للأمم المتحدة.
التـــزام عالمـــي شامـــــــل
وفقًا للمعلومات الواردة في وثائق النتائج، يمثل “اتفاق من أجل المستقبل” التزامًا جماعيًا من قبل الدول لمواجهة التحديات العالمية الحاسمة مثل تغير المناخ والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، والحرمان من الرعاية الصحية الأساسية، وانعدام الوصول إلى حقوق الإنسان الأساسية. أشارت الأمم المتحدة إلى أن العالم يواجه منعطفًا حاسمًا في ظل العديد من الأزمات التي تتراوح بين البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ولمواجهة هذه التحديات، يتطلب الأمر إجراءات جريئة من المجتمع الدولي، ومن هنا جاءت هذه الاتفاقية. تمثل الاتفاقية خطة شاملة لخلق مستقبل تكون فيه التنمية المستدامة أساسًا للحكم والتعاون العالمي.
من المهم التأكيد على أن أولويات الاتفاقية الرئيسية تشمل الرعاية الصحية الشاملة، ومكافحة تغير المناخ، وتعزيز أنظمة التعليم، ومعالجة التفاوتات الاقتصادية، وتعزيز التنمية الشاملة. وتشدد الاتفاقية أيضًا على أنه لا يمكن للعالم التغلب على الأزمات المتعددة التي يواجهها إلا من خلال التحركات المشتركة.
ويتضمن أحد العناصر الرئيسية للوثيقة التركيز على الرعاية الصحية، ولا سيما شمولها للجميع. أكدت الأمم المتحدة على أن الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية يجب ألا يُحرم منه أي شخص، وهو مبــدأ يدعمــه بشــدة كمــال الغريبــي.
التركيـــز علـى رؤيــة كمــــال الغريبـــي للصالـح العــــــام
كمال الغريبي، الداعم المعروف لحق الوصول العــادل للرعاية الصحية، لطالما دعا إلى فكرة “الصالــح العــام” التي تبدأ بضمان الرعاية الصحية المنصفة. يعتقد الغريبــي، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة GKSD للاستثمار، أن الرعاية الصحية حقٌ أساسي من حقوق الإنسان يجب أن يكون متاحًا للجميع، بغض النظر عن الحالة الاقتصادية أو الموقع الجغرافي. تتوافقُ دعوة الغريبي مع القيم التي تتبناها الأمم المتحدة في “اتفاق من أجل المستقبل”، حيث تعتبر الرعاية الصحية جزءًا محوريًا من السعي إلى خلق عالم أكثر عدالة ومساواة.
وقد أكد الغريبــي مرارًا وتكرارًا أن التصدي للتحديات الصحية العالمية لا يتعلق فقط بحقوق الأفراد، بل هو أيضًا مسألة تتعلق بالأمن العالمي. خلال جائحة كوفيد-19، أصبحت التفاوتات الواضحة في الوصول إلى الرعاية الصحية أكثر وضوحًا. تنادي رؤية الغريبي بتطوير إطار عمل عالمي للرعاية الصحية يضمن توفير العلاجات المنقذة للحياة، والتقنيات، والرعاية الوقائية للجميع، خاصةً في المناطق المتأخرة تنمويًا والدول النامية.
يرى الغريبي أن الوصول العادل للرعاية الصحية لا ينبغي أن يُعتبر امتيازًا للدول ذات الدخل المرتفع، بل حقًا عالميًا يمكن أن يُسهم في تحسين حياة جميع الشعوب. ترتبط هذه الرؤية بفلسفته الأوسع حول “الصالح العام”، التي تؤكد على أن التقدم المستدام لا يمكن تحقيقه إلا عندما تُلبّى الاحتياجات الأساسية لجميع الأفراد.
ومن الجدير بالذكر أن السعي لضمان الوصول العادل إلى الرعاية الصحية يُبرز الدور الحيوي للتعاون بين الحكومات، والشركات الخاصة، والمنظمات الدولية. وقد أشار الغريبي باستمرار إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص يمكن أن تُسهم في الابتكار في تقديم الرعاية الصحية، مما يتيح جلب تقنيات طبية متقدمة وعلاجات جديدة إلى المجتمعات ذات الاحتياجات الكبيرة.
إن توافق رؤية الغريبــي مع إطار عمل الأمم المتحدة يُظهر فهما بضرورة التصدي للفوارق الصحية إذا كان للعالم أن يحقق تقدمًا كبيرًا في مواجهة التحديات العالمية. فبــدون الصحــة، لا يمكـن للمجتمعـات أن تزدهر اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تعليميًا. وتؤكد الأمم المتحدة في اتفاقها على الحاجة إلى تقليل معدل وفيات الأمهات والأطفال، والحد من انتشار الأمراض المعدية، وضمان حصول الجميع على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة.
التغيــر المناخــي والرعايـــة الصحيــة : أزمـــة متشابكـــة
نقطةٌ أخرى من النقاط المشتركة بين دعوة كمــال الغريبــي واتفاقية الأمم المتحدة هي الارتباط الوثيق بين الرعاية الصحية والتغير المناخي. فقد أوضحت “الاتفاقية من أجل المستقبل” أن التغير المناخي يؤدي إلى تفاقم الأزمات الصحية، خصوصًا في المناطق الأكثر ضعفًا، مما يُؤكد على ضرورة بناء أنظمة رعاية صحية قادرة على مواجهة الاضطرابات البيئية.
في مناسبات سابقة، تحدث الغريبي عن الحاجة إلى أن يعترف المجتمع الدولي بأن صحة البشر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة الكوكب. إن تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية نتيجة التغير المناخي أدى إلى تحديات صحية كبرى، بما في ذلك انتشار الأمراض المعدية وسوء التغذية والأمراض المنقولة عبر المياه. رؤية الغريبي تدعو إلى اتخاذ إجراءات دولية لمعالجة هذه التحديات من خلال بناء بنية تحتية صحية قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى تدابير وقائية فعالة في مجال الصحة العامة.
بنــــاء مستقبـــل أفضــل معـــا
مع تجمع القادة العالميين وممثلي الدول المختلفة لتنفيذ “الاتفاقية من أجل المستقبل”، بات دور القادة ذوي الرؤية الاستراتيجية، مثل كمال الغريبي، أكثر أهمية من أي وقت مضى. تركيز الغريبي على الصالح العام، بدءًا من تحقيق الوصول العادل إلى الرعاية الصحية، يُبرز أهمية معالجة الجذور العميقة لعدم المساواة. تتماشى رؤيته مع الأهداف الأشمل للأمم المتحدة الهادفة إلى بناء عالم يمكن فيه لكل فرد الحصول على الأدوات التي تمكنه من الازدهار، سواء من خلال الرعاية الصحية أو التعليم أو الفرص الاقتصادية.
“الاتفاقية من أجل المستقبل” ليست مجرد إتفاقية؛ إنها التزام جاد بالعمل. إنها تُقر بضرورة تجاوز الخطابات واتخاذ خطوات جريئة لخلق مستقبل مستدام وعادل. إسهامات الغريبــي في النقاش حول الرعاية الصحية تعكس الرسالة الأعم للاتفاقية: علينا أن نتحرك الآن لضمان أن يصبح الصالح العام حقيقة ملموسة للجميع. من خلال التعاون والابتكار وتحمل المسؤولية المشتركة، يمكن للعالم التغلب على التحديات القادمة وبناء مستقبل يضمن شمول الجميـــــع.