شارك كمال الغريبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "جي كي إس دي للاستثمار"، مؤخرًا في منتدى الأعمال الإيطالي – الإماراتي الذي أقيم في 24 شباط في فندق "Parco dei Principi" في روما، حيث حضر كوَفد وشارك في مناقشات مع الاطراف المعنية الرئيسية، بما في ذلك رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقد سلط المنتدى الضوء على الروابط الاقتصادية والتكنولوجية المتنامية بين إيطاليا والإمارات، لا سيما في القطاعات مثل الرعاية الصحية، الذكاء الاصطناعي، والابتكار.
خلال مناقشة اللجنة، شارك الدكتور كمال الغريبي رؤيته حول الوضع الاستراتيجي لكل من إيطاليا والإمارات في تطوير بنية تحتية عالمية المستوى. كما أشار إلى أهمية التعاون الثنائي بين البلدين.
لطالما أشاد الغريبي بتطورات الإمارات في مجال الابتكار التكنولوجي، خاصة في الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية الرقمية. وفي اعترافه باستثمارات الإمارات الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي ورؤيتها الطموحة للمستقبل، يرى الغريبي أن الإمارات تعد لاعبًا رئيسيًا في ثورة رعاية المرضى، والوقاية من الأمراض، وحلول تعزيز العمر الطويل.
منارة الابتكار التكنولوجي
على مدار العقد الماضي، نفذت حكومة الإمارات عدة مبادرات لوضع البلاد في طليعة الابتكار التكنولوجي. حيث تؤكد إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031" طموح الدولة في أن تصبح رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تعزيز البحث والتطوير والتطبيقات العملية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية.
في تشرين الأول 2023، افتتحت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أول مركز للتميز في الذكاء الاصطناعي في البلاد. يهدف هذا المركز إلى رقمنة البيانات الصحية، واستخدام التقنيات الذكية لتحسين خدمات الرعاية الصحية، وإنشاء بيئة رقمية شاملة. وتشمل المجالات الرئيسية التي يركز عليها المركز، ترخيص المنشآت الطبية، وتحسين عمليات التبرع بالأعضاء وزراعتها، وتحليل الصور الشعاعية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وإدارة المخزون الاستراتيجي للأدوية باستخدام تحليلات البيانات المتقدمة.
لم تقتصر هذه المبادرات على تحديث بنية الإمارات التحتية الصحية فقط، بل خلقت أيضًا بيئة مواتية للمؤسسات العالمية لتقديم حلول مبتكرة ومتطورة.
كما أشار الغريبي نفسه قائلاً: "لقد حولت القيادة الرشيدة في الإمارات الدولة إلى قوة عالمية. وقد وضع التنوع الاستراتيجي لاقتصاد الإمارات الدولة في موقع متميز لتكون قوة كبيرة في العديد من الصناعات الخدمية والتصنيعية إلى جانب النفط. الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إيطاليا تحمل آفاقًا واعدة. إن القيادة الرؤيوية من الطرفين يمكن أن تتيح خلق قيمة مشتركة تعزز الابتكار وتحقق تأثيرًا إيجابيًا على مستوى العالم. يمكن للقطاعات الرئيسية مثل الرعاية الصحية والطاقة والروبوتات والذكاء الاصطناعي والتصنيع أن تحقق نموًا استثنائيًا عندما تعمل معًا."
عيادة "جي كي إس دي" الذكية في دبي تستفيد من النظام البيئي التكنولوجي في الإمارات
لقد أنشأت مجموعة "جي كي إس دي للاستثمار" بالفعل عيادة ذكية في دبي، مستفيدة من البيئة التكنولوجية النابضة في الإمارات. تتكامل هذه المنشأة المتطورة مع التشخيصات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وتقييمات الصحة المتقدمة، وبرامج العافية التي تركز على تعزيز العمر الطويل، بما يتماشى مع طموحات الإمارات في مجال الرعاية الصحية.
في هذه الأثناء، تواصل العيادة الذكية تعزيز قدراتها. ويعتقد كمال الغريبي أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية يتجاوز مجرد الكشف المبكر عن الأمراض؛ بل يحمل وعدًا كبيرًا في تحسين طول العمر البشري. وبفضل قدرته على تحليل كميات ضخمة من البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف الأنماط والرؤى التي تساعد في وضع خطط علاجية مخصصة، والتنبؤ بالمشاكل الصحية المحتملة قبل ظهورها، وتوصية بتعديلات في نمط الحياة لتعزيز الرفاهية على المدى الطويل.
وقال الغريبي: "إن إمكانات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية هي تغيير جذري. إنها لا تقتصر على الكشف المبكر عن الأمراض فقط، بل تشمل إعادة تعريف منهجنا في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض."
الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
إن دمج الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية يحدث ثورة في الصناعة. حيث يمكن لخوارزميات التعلم الآلي معالجة البيانات السريرية الواسعة لاكتشاف الأنماط، والتنبؤ بالنتائج الطبية، والمساعدة في التشخيص الدقيق. كما أن معالجة اللغة الطبيعية تمكن من تفسير السجلات الطبية غير المنظمة، مما يسهل استرجاع المعلومات بشكل فعال ويعزز رعاية المرضى. علاوة على ذلك، يمكن لتحليلات البيانات التنبؤية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي التنبؤ بتفشي الأمراض ودخول المرضى إلى المستشفيات، مما يتيح تخصيص الموارد بشكل أفضل وتحسين الجاهزية.
في الإمارات، أصبح تأثير الذكاء الاصطناعي واضحًا بالفعل. حيث نفّذت هيئة الصحة بدبي استراتيجية للذكاء الاصطناعي تركز على خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، والتحليلات التنبؤية، والكفاءات التشغيلية. تهدف هذه المبادرات إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحسين رعاية المرضى، وتعزيز الابتكار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
مستقبل تعاوني
يشير الغريبي إلى أن نجاح حلول الرعاية الصحية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي يعتمد على التعاون بين الحكومات، ومقدمي الرعاية الصحية، والشركات التكنولوجية. إن النهج الاستباقي للإمارات في إنشاء مراكز متخصصة في التميز في الذكاء الاصطناعي وتعزيز الشراكات مع قادة الصناعة يخلق بيئة مثالية لهذه التعاونات.
وقال الغريبي: "إن التزام الإمارات بالابتكار واستثماراتها الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي يجعلها شريكًا طبيعيًا لجهودنا. معًا، يمكننا ريادة حلول الرعاية الصحية التي لا تعالج الأمراض فقط، بل تعزز أيضًا الجودة العامة للحياة."